بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزوجل
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً

من حديث الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ". البخاري (3640)، ومسلم (1921).

بحث هذه المدونة الإلكترونية


اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت


الفيصلي

من موقع عشاق الفيصلي
قصة التأسيس :
صديقان جمعتهما المدرسة وحب التطوع والأفكار الخلاقة المبدعة وقيم العمل والتضحية للوطن ..
فكر هذان الصديقان بتأسيس فرقة كشفية بعد الانتهاء من المدرسة والتخرج ، بدأ يفكران في الاعمال التطوعية
وكان الأردن عبارة عن إمارة شرق الأردن بلد يتلمس البدايات …
فأسسا فرقة كشفية اسمياها “فرقة كشافة الفيصلي”
في العام 1932م
والصديقان هما ناظم قاسم قردن ورياض الجقة…
لندع الحاج ناظم قردن يسرد القصة :
بعد أن تخرجنا أنا وزميلي المرحوم رياض الجقة -طيب الله ثراه- من المدرسة توجهنا إلى دولة السيد بهجت التلهوني والسيدين عبد السلام ابراهيم وقاسم الرفاعي وطلبنا منهم إسنادنا ومساعدتنا في مولد “نادي كشافة الفيصلي”ليرى النور.
فوافقوا بلا تردد وتوجهنا الى دائرة الداخلية التابعة لإمارة شرق الأردن فحصلنا على الموافقة الرسمية ودونَّا بوثيقة التأسيس التي حملت اسماءنا الخمسة أهداف لهذا النادي والتي تتلخص بإيجاد فرقة كشفية أهلية لا تنتمي للفرق الكشفية التي أسسها “بارنياول” ولا التي كانت تسمى ” روفرسكـاوث “
بل للكشاف المسلم الى جانب ممارسة ألعاب الخفة والنشاطات الثقافية والاجتماعية أيضا.
وبدأنا بانطلاقة طموحة وما هي إلا أيام قليلة حتى ارتفع عدد أعضاء النادي ليصبح (14) عضواً شكلنا منهم نواة الفرق الكشفية وانضممنا لأسرة الكشاف المسلم ومقرها بيروت العاصمة اللبنانية وارتدينا الكوفية والعقال ثم تعاقدنا مع القائد الكشفي “انطون باسيل” الذي قاد فرقتنا في البداية.
فريق كشافة الفيصلي يحمل علم الاردن وعلم النادي
ومع مرور الوقت كان الإقبال غير مشجع من العمال والموظفين والطلبة والسبب هو أننا كنا نرتدي شروال قصيراً، وبعد أن عدلنا عنه وارتدينا البنطـلون الطويل تضاعف العدد وأسرع الأهالي بالانضمام للنادي وتوسعت أعمالنا التي كنا نجوب بها شوارع عمان ….
مجموعة من ابناء كشافة الفيصلي وضيوفهم من نابلس امام مقرالنادي الفيصلي بوسط العاصمة عمان عام(1935)
وكنا نحن نسير:
نردد نشيد الأردن الذي مطلعه
( ساعـدي قـد نـمـا والـعــز ثــائــر أمــلـي مـشـرق بـاسـم )
ونشيد الكشافة المسلم الذي مطلع
( ربـنـا إياك نـدعـو ربـنـا آتنا النـصـر الذي وعـدتـنـا )
وإلى جانب الفرقة الكشفية يدأ ادخال وممارسة العاب الخفة والمصارعة الرومانية والجمباز ورفع الاثقال وبناء الأجسام وبدأ النادي يحقق أهدافه الكشفية والثقافية والاجتماعية فعرضنا مسرحية عبد الرحمن الناصر وعمل على تعليم الأهالي القراءة والكتابة ومحو الأمية ولكن الفرقة الكشفية كان لها اهتمام خاص.
وعن ذلك يستذكر الحاج قردن قصة لقائه مع
جلالة المغفور له عبدالله بن الحسين
مؤسس المملكة فيقول:
(اذكر اننا كنا نواصل تدريباتنا في إحدى الليالي الحالكة
فإذا بسيارة تقف بمحاذاتنا وهبط منها سائقها وتقدم منا
وقال لنا:
“كلم مولانا”
فذهبت نحو السيارة، فإذا
“بسمو الأمير عبدالله بن الحسين” يجلس في المقعد الخلفي فسألني الى اي الاندية تتبعون؟
فأجبته لنادي كشافة الفيصلي سيدي.
فقال: داعياً لنا التوفيق وان نصبح حماة للوطن
ونحمل البندقية بدلا من العصا…..
ويعود الحاج قردن للحديث عن مشوار نادي كشافة الفيصلي فيقول :
وفي عام 1935 تقدم شباب متحمس لإدارة النادي لنبني فريقاً بأكمله لكرة القدم كان يحمل اسم
“نادي الأشبال” وتمنوا علينا أن يحملوا اسم النادي ويرتدوا قميصه.
فتمت موافقة الإدارة بالإجماع وانطـلـقـوا يمارسون لعبتهم، وخاضوا العديد من المباريات مع الفرق الشعبية والفرق المدرسية ومنها مدرسة تجهيز عمان…

.


فريق نادي الاشبال الفيصلي لكرة القدم الذي تقدم الى ادأرة كشافة الفيصلي ان يحمل اسمه لينطلق في عالم كرة القدم وليبدأ مشوار الفيصلي مع البطولات
  أسباب إغلاق النادي :
في العام 1939م والأردن ما يزال تحت الوصاية البريطانية كان الاستعمار يترصد للوطنيين الأحرار فعمل الإنجليز على نقل إنطباعات مغايرة للواقع والحقيقة واتهموا كشافة النادي والمسؤولين عنها بأنهم يخلون بأمن الإمارة فتقرر إغلاق النادي .
كشافة الفيصلي في احد المعسكرات التطوعية
إذن مواقف الفيصلي الوطنية مشهودة من أيام الاستعمار أسس على الروح الوطنية الحرة .


لم يمنع إغلاق مقر النادي الأعضاء واللاعبين من مواصلة النشاط والعمل ….




لم تلن قناة هؤلاء الرجال ولم يستسلموا فكان الإغلاق محطة استعدوا بعدها للبناء من جديد فاستعانوا برجالات البلد وشكلوا لجنة إدارية لمتابعة شؤون النادي برئاسة دولة الاستاذ سليمان النابلسي كرئيس فخري وضمت مجموعة من التجار وهم السادة زهدي عصفور وخليل عصفور محمد كمال الجقة وعادل الجقة وسليم عوض وبدأ بعدها فريق كرة القدم .
وانطلقوا يعملون كفريق واحد لإعادة النادي وممارسة نشاطه رسميا، بدأوا بجمع التبرعات لايجاد الدعم الكافي لذلك، وشكلوا لجاناً فيما بينهم بمساعدة الأعضاء، وتوزعوا في مختلف مناطق الأردن، فنجحوا ثم عادوا وتقدموا بوثيقة تأسيس جديدة لدائرة الشؤون الاجتماعية تحمل اسم
“النادي الفيصلي”
ومقرونة بأسماء المؤسسين السادة:
زهدي عصفور، عادل الجقة، سليم عوض ، محمد الصمادي، عبد الكريم عصفور،
جمال أبو عزام ، رشاد المفتي ، أنطون البند ، زهير عبد الهادي .
في عام 1941 وبعدها انطلق الفيصلي من جديد وبدأ البحث عن مقر له واراد مؤسسوه أن يكون نموذجياً، وكانوا يدركون أن ذلك بحاجة لميزانية كبيرة. فقرروا إصدار يانصيب خيري على أن تشكل لجنة لمقابلة كلوب باشا للحصول منه على موافقة رسمية لبيع أوراق اليانصيب في وحدات الجيش، فوافق لهم.
وكان للجنة الثقافية التي شكلت فيما بعد
برئاسة السيد احمد الطراونة وعضوية المحامي صبحي القطب وممدوح الصرايرة نشاطاً في المساهمة بتوزيع
اليانصيب أيضا وأسفرت هذه المحاولات
عن جمع مبلغ “3700دينار”
وكان هذا المبلغ كافياً للحصول على قطعة ارض بجوار الكلية العلمية الإسلامية “حالياً” جبل عمان.
اعضاء النادي الفيصلي في مقر النادي الفيصلي بجبل عمان
وتم تشيد مقر
“الــنــادي الـفـيـصـلـي”
وانطلق الفيصلي محلياً وعربياً.
نجوم الفيصلي في عقد الاربعينات
محلياً:
إذ كثف فريقه الكروي مبارياته مع فرق من مختلف القطاعات…المدارس والجيش الانكليزي والأندية.
وعربياً:
حينما توجه إلى دمشق بدعوة من شخصية كبيرة هناك اسمه الشهبندر وقوبل فريق الفيصلي هناك باستقبال حافل واهتمام رسمي من الشخصية صاحب الدعوة
وقابل الفيصلي هناك
فريق اهلي دمشق وفاز الفيصلي ..
يومها 2/1سجلهما هدافه مازن العجلوني .
وقبل ان يعود وجه الدعوة للشهبندر وفريق اهلي دمشق، وتم ذلك في عمان تقدموا لضيفهم لقبول العضوية الشرفية، فوافق بلا تردد وعمل على دعم مسيرة الفيصلي فترة زمنية طويلة. ومع الزمن والسنوات توسع الفيصلي …
فريق الفيصلي في منزل نصوح بابل حينما خاض الفيصلي اول لقاء خارجي مع فريق اهلي دمشق برعاية الشهبندر في اواخر الثلاثينات
واستحدث العديد من الفرق الرياضية منها :
- كرة الطاولة :
وكان ابرز نجوم الفريق خالد الخماش وكمال الجقة الذي كان احد ابطال اللعبة عبد المجيد الجزازي وعدنان حجازي وغيرهم.
وفريق لكرة السلة :
الذي كان فضل تأسيسه للسيد محمد عصفور وكان من ابرز نجومه وليد عبد الهادي ووليد عصفور عبدالله ابو نوار .
وآخر للملاكمة :
وكان من ابرز ابطاله اديب دسوقي بدري ديب فهد الطنبور
فريق الفيصلي للرفع الاثقال امام مقر النادي عام(1935)
والكرة الطائرة :
ومن ابرز لاعبيه سليم عوض محمد الصمادي خليل عصفور وعادل الجقة وغيرهم…
في منتصف الأربعينيات توجه الفيصلي الى غزة بدعوة من عميدها الحاج الشوا واستقبل استقبالأ رائعا بل أن اهلي غزة استقبلوا نجوم فريق الفيصلي
فريق الفيصلي حينما حل بضيافة الشوا عمدة غزة في مطلع الاربعينات
وإزاء هذه الحفاوة وجه الفيصلي الدعوة لمستضيفه وتوجه عدد من اعضاء النادي الى الديوان الملكي،
وقابلوا الأمير عبدالله بن الحسين وقصوا له الحفاوة التي قوبلوا بها من اهلي غزة.
فاعز الامير إليهم بان يكون ضيوفهم بضيافته وحدد قصر البلبيسي مقر لهم…
بعض من اعضاء مجلس ادارة النادي الفيصلي يقف الى جانب كأس الدوري

نجوم الفيصلي في عقد الستينات
إن مسيرة نادي الفيصلي الطويلة لن تتوقف وها هي تنطلق بقوة بعد أن صمدت في وجه كل التيارات التي تلاعبت بزورقه. وكانت لوحة ولا تزال تحمل كل الألوان، وكل الطموحات، وآمال الغد، وكل المعاناة منذ تأسيس النادي الفيصلي، وحتى يومنا هذا شيدها محبيه بحبات العرق وشبابه وكفاحهم وبتمويل من محبيه وإداريه.
وبعد، هذه قصة التأسيس من الألف إلى الياء نلمس فيها روح الأردني وعزيمته وصبره الجميل والجليل، والوطنية الصادقة الحرة التي ميزت الفيصلي منذ سنوات التأسيس ما كان الفيصلي يوماً قلعة مغلقة، ولا كان مغلق الأبواب أمام أبناء المجتمع، ما كان الفيصلي إلا للجميع. ولذلك انصهر فيه كل شيء وبقي الفيصلي تلك الروح الأصيلة التي تحلى بها المؤسسون من الرواد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق