بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزوجل
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً

من حديث الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ". البخاري (3640)، ومسلم (1921).


اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت



يعتبر الأوس والخزرج من القبائل العربيّة التي هاجرت بسبب انهيار سدّ مأرب في اليمن واستوطنت في منطقة يثرب التّي سمّيت فيما بعد بالمدينة المنوّرة، والأوس والخزرج من بني غسّان بن الأزد الكهلاني القحطاني وكانوا يسمّون قبل الإسلام ببني قيلة بسبب رجوعهم إلى أبٍ واحد وأمّ واحدة. عندما كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم في مكّة يدعو النّاس إلى رسالة التّوحيد سمع نفرٌ من الأوس والخزرج بهذه الرّسالة وانشرحت صدروهم لها، فبايعوا النّبي صلّى الله عليه وسلّم على نصرته بيعة العقبة الأولى والثّانية، وعندما أمر الله تعالى نبيّه بالهجرة إلى المدينة المنوّرة استقبله أهلها من الأوس والخزرج بكلّ حفاوةٍ وفرح ونزل في دار أحدهم وهو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ثمّ بدأ النّبي ببناء المسجد وتأسيس الدّول الإسلاميّة وإقامة أركانها، وقد آخى النّبي الكريم بين المهاجرين وأهل المدينة حيث قدّم أهلها أروع النّماذج في البذل والعطاء حيث كانوا يشركون المهاجرين في طعامهم وشرابهم وتجارتهم، وقد سمّي الأوس والخزرج بسبب ذلك بالأنصار لأنّهم نصروا الله ورسوله والمسلمين. أثنى الله تعالى في كتابه على الأنصار ووصفهم بصفاتٍ حسنة منها أنّهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، كما أنّهم يحملون في قلوبهم مشاعر الحبّ والمودّة اتجاه من هاجر إليهم من المسلمين، كما وصفهم الله تعالى بأنّهم يحبّون الطّهارة وقد سألهم النّبي الكريم عن ذلك فقالوا أنّنا حين نستنجي نتبع التّراب أو الحجر بالماء وهذا يدلّ على شدّة نظافتهم وحرصهم على الطّهارة، كما اشتهر الأنصار بالشّجاعة التي قلّ نظيرها وفي غزوة بدر وحين اسشتار النّبي عليه الصّلاة والسّلام النّاس، وقد أصرّ على سماع رأي الأنصار الذين بيّنوا له أنّهم معه ولن يقولوا له ما قال قوم موسى إذهب أنت وربّك فقاتلا إنا هنا قاعدون بل إذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، وقد بقي الأنصار مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثابتين راضين بنصيبهم من الدّنيا حتّى أنّهم يوماً وفي غزوة حنين وحين قسّم النّبي الغنائم وجد في أنفسهم شيئاً، فسارع النّبي الكريم إليهم ليطيّب من خواطرهم ويقول لهم ألا ترضون أن يذهب النّاس بالمال والمتاع وتعودون برسول الله تحوزونه إلى رحالكم فبكى القوم حتى ابتلت لحاهم رضا بقضاء الله تعالى ورسوله، وقد سجل التّاريخ للإنصار منقبةً أخرى حين تخلّوا عن السّلطة والحكم بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة السّلام ولم يرغبوا فيها.
من موقع  موضوع.كوم.

قصة / الأوس والخزرج


لم تكن الحالة مستقرة بين الأوس والخزرج، فالقتال بين الطرفين استمر لأعوام طوال، وتارة تكون الجولة لصالح الأوس وفي أخرى تميل الكفة إلى صوب الخزرج. في آخر حروب الطرفين كانت الكفة تميل أكثر لصالح الأوس، فلم يكن من الخزرجيين إلا البحث عن وسيلة تكفل لهم النصر، فاتفقوا على أن يستعينوا بأهل مكة. وفعلاً أرسلوا وفداً لهم إلى مكة في موسم الحج طلباً للعون.
وصل خبر الخزرجيين إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فعرض عليهم ليكلمهم. جلس النفر معه وحدثهم بحديث الله وأسمعهم القرآن ودعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام. قال بعضهم لبعض بعدما سمِعوا دعوة الرسول: «يا قوم، تعلموا والله إنه النبي الذي توعدكم به اليهود، فلا تسبقنّكم إليه». فأجابوه في ما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: «إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فستقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، وتعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك».
رجع القوم إلى أهلهم وقد آمنوا وصــــــدّقوا بما أُنــــزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فلما قــــدموا المدينة ذكروا ما رأوا وسمعوا من الرسول، ودعــــوهم إلى الإسـلام، فلم يبـــــق دار من دور الأنصار إلاّ وفــــيها ذكر لرســـــول الله.
إلا أن حالة الاستقرار التي نعُمت بها المدينة، خصوصاً بعدما آخى الرسول بين الأنصار لم يُعجب يهود يثرب، فأرادوا الوقيعة بينهم وحاولوا جاهدين شق عُرى وحدتهم. وفي أحد الأيام كان الأنصار في جلسة تجمع بين الأوسيين والخزرجيين مر عليهم شاس بن قيس، وكان شيخاً عظيم الكفر، فأغضبه ما في القوم من صفاء ووحدة، بعدما كان بينهم من عداوة وبغضاء وضغينة أيام الجاهلية، فأمر فتىً شاباً من اليهود ليعمد إليهم ويذكرهم بيوم بعاث وينشدهم ببعض ما قالوه من أشعار، ففعل الشاب ما أُمر به وكان لشاس ما أراد. تنازع القوم وتفاخروا حتى تصارع رجلان من الطرفين، وبلغ ذلك الرسول فأغضبه الأمر غضباً شديداً وخرج إليهم وحدثهم بحديث جاء فيه: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر». تصالح على إثر قول الرسول القوم وأطفأ الله عنهم كيد اليهود وأنزل عز وجل: «قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق