القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس ترتبط بتاريخ عريق وطويل يسرد تفاصيل لا يمكن حصرها وتلخيصها من النضال والاسناد والدعم والتضحيات الاردنية، فالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، هي العنوان الذي يندرج تحته اليوم جهد اردني دؤوب وعلى كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والانسانية وبتوجيهات هاشمية يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، منبهاً جلالته مراكز القوى والمنظمات الشرعية لخطورة ما يجري في فلسطين والقدس ولأهمية المحافظة على الوضع التاريخي القائم فيها ( استاتيسكو)، وداعياً جلالته لضرورة الزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية ووقف عدوانها على الشعب الفلسطيني ، وحقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والقدس كانت دائماً حاضرة وما تزال في المؤلفات الهاشمية والتي دونها ملوك وامراء هاشميين، ومنها كتاب جلالة الملك عبد الله الثاني:"فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر"، ومن أقوال جلالته الخالدة عن القدس: " القدس خط أحمر "، وأيضاً :" ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة"، كذلك مؤلفات صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال حفظه الله ومنها ، كتاب :" القدس دراسة قانونية"، وكتاب :" حق الفلسطينيين في تقرير المصير"، الى جانب الكثير من المقالات المعنية بالقدس وفلسطين، ومن اقوال سموه عن القدس: " القدس في الضمير ويجب ان تكون شغلنا الشاغل"، هي رسائل هاشمية ونهج يمد كل من يعمل لاجل القدس بمن فيهم المؤرخين بخارطة طريق خطوطها الحمراء التي يجب التمسك بها هو أن تبقى القدس قضية وكرامة وموضوع يجب ان نكتب عنه ونوصل هموم وحقوق أهلها للعالم.
وبالطبع فان رسالة المؤرخ المعني بالقدس وجوهر عمله يتطلب وعي شامل بكل التحديات والمخاطر التي تواجه مدينة القدس، وان يتجاوز في جهده المبارك مهمة الرصد والتوثيق على اهميتها، لينتقل لمرحلة نشر الوعي وخلق رأي عام عالمي يؤمن ويتبنى الرواية العربية التاريخية الصحيحة والتي يجب أن تكون الوحيدة حول فلسطين والقدس، ضد رواية الكذب والخداع التي يروج لها اشباه المؤرخين ظلماً وبهتاناً ولاسباب سياسية استعمارية محضة، وممن لم يلتزم بالموضوعية والمنهج التاريخي العلمي من الاسرائيليين والغربيين، وبذلك يكون المؤرخ الى جانب علمه بالتاريخ رجل سياسة ودبلوماسية واعلامي يخاطب بمهارة ليحقق اهدافه وأحرار العالم الساعية للدفاع عن القدس وفلسطين وقضيتها العادلة، لذا فان الكتابة التاريخية حول فلسطين والقدس تتطلب تكاثف الجهود والتعاون بين المؤرخين في التوثيق وانشاء قواعد للبيانات والمعلومات وفي النشر وبمختلف اللغات ليصل تاريخ القدس وصوت اهلها وحقهم بالتحرر والاستقلال للعالم أجمع، واللجنة الملكية لشؤون القدس وضمن جهودها وعملها التوعوي المدافع عن القدس اصدرت وما تزال المؤلفات التاريخية والثقافية الشاملة عن القدس وتصدر تقريراً يومياً عن اخبار وواقع القدس يُنشر الكترونيا محلياً ودولياً بواقع ربع مليون نسخة الكترونية، اضافة لتقارير شهرية وسنوية أيضاً، ويتوفر في اللجنة مكتبة تحتوي اكثر من خمسة الاف كتاب عن القدس وفلسطين يمكن تصفح عناوينها من خلال رابط الكتروني متوفر على موقع اللجنة، الى جانب المشاركة في المؤتمرات في الداخل والخارج والقاء المحاضرات والندوات حول القدس والتواصل محليا ودوليا مع المؤسسات العاملة لاجل القدس، كما تقوم اللجنة ممثلة بامينها العام باصدار التصريحات والبيانات حول كل ما يجري في القدس لوضع الراي العام بخطورة الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية، حرصاً على السلام والامن العالمي المنشود والمأمول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق