في دروس هذه المعجزة الالهية وفي مقدمتها اليقين بأن المحن والمصاعب والتحديات بما فيها ممارسات الاحتلال وجرائمه اليومية في فلسطين والقدس مصيرها الزوال، وإن ثقة الانسان بخالقه ووعيه برسالته الانسانية الحضارية في مجابهة الشر والظلم هي زاده ومصدر قوته في المواجهة والنضال ضد الظلم والاستعمار، وأمتنا العربية والاسلامية تحيي مناسباتها وكلها أمل بمستقبل السلام والعدالة والخير، وهو ما اكده جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في تغريدة لجلالته على منصة (إكس) في ذكرى الاسراء والمعراج جاء فيها : "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، ندعو الله عز وجل في ذكرى الإسراء والمعراج المباركة أن يعيدها بالخير على الأمتين العربية والإسلامية"، هذا الحرص الهاشمي على إحياء هذه الذكرى العظيمة يعكسه أيضاً ما نشره صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله على منصة ( انستغرام) من صورة للكعبة المشرفة في مكة المكرمة حيث بدأت رحلة الاسراء تعلوها الاية الأولى الكريمة من سورة الاسراء، ولا شك أن هذا الفكر والمنطلق الهاشمي الثابت يعكس ادراك عميق لمدى الارتباط الجغرافي والمصيري بين أبناء أمتنا، وفي هذا السياق الهاشمي الوحدوي المرتكز إلى ارث الثورة العربية الكبرى ، استذكر بهذه المناسبة العظيمة مقال صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حفظه الله بعنوان :" حتى لا ننسى أرض الإسراء والمعراج" والذي نُشر عبر منصة أثير العُمانية، بتاريخ 7 فبراير 2024م ، جاء فيه :"يجعلنا الإسراء من مكة إلى القدس أكثر إدراكًا بأن قضية فلسطين هي قضية بلاد الشام والجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية "، وعلى صعيد العالمية والاخوة الانسانية الجامعة والمفترضة بين الانسان الحر المناصر لحقوق اخيه الانسان الذي يتعرض للابادة والتطهير العرقي فإن سموه يرى بأن رسالة الاسراء للعالم هي :" علينا أن ندرك أن الصلة التي أنشأتها رحلة الإسراء والمعراج بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى تؤكد أن أي تهديد أو مساس بالمسجد الأقصى وبالشعب الفلسطيني الصامد على أرضه المباركة إنما هو اعتداء على كرامة الإنسان ومساس بالمقدسات"، فالمقدسات وما تعكسه من الرحمة والطمأنية وحقوق العبادة يجب صونها وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية والشرعية الدولية وقراراتها المتعددة والمتكررة في كافة اللقاءات والمؤتمرات، علماً بأن قرارات وتقارير سابقة لعصبة الأمم ، وقرارات لهيئة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها اليونسكو تؤكد بأن المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف وبمساحته الكلية 144 دونماً هو ملكية اسلامية خالصة لا جدال فيها.
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر مع شعوب أمتنا الاسلامية هذه المناسبة، تؤكد على أن قدس العروبة والاسراء والمعراج تعيش كل لحظة مآسي التضييق والاحتلال والاعتداءات واقتحامات المستوطنين المدعومة بحماية شرطة وجيش الاحتلال، تحتاج إلى وحدة الصف الفلسطيني والعربي والاسلامي والمجتمع الدولي لنصرتها وحماية أهلها ومقدساتها، والحفاظ على هويتها الحضارية الانسانية الداعية للمحبة، فأرض السلام حيث المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة والوئام والتعايش تفتقد اليوم للسلام، وتعيش حالها حال غزة وكل فلسطين المحتلة الظلم والاحتلال بابشع أشكاله التي عرفت بالتاريخ .
وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن مناسبة الاسراء والمعراج هذه المعجزة النبوية تؤكد مضامينها ودروسها، وما جرى فيها من ايات عظيمة بما في ذلك إمامة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للانبياء في الصلاة في المسجد الأقصى، على ان قداسة القدس في الاسلام هي عقيدة وجوهر لا يمكن التنازل عنها أو عن أي جزء من ارض فلسطين المحتلة، هذه الارض الطهور التي قدم من أجلها الكثير كانت وستبقى تضحيات شهداء الاردن وفلسطين والامة كلها تعطر ثراها، تتقدمها التضحيات الهاشمية ، وسيبقى الاردن شعبا وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند الداعم لاهلنا في القدس وغزة وكل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق