لم يكن له أي حسبان جعله يطير من الفرح، فقد قدم له أخوه الكبير سيارة جديدة مكافأة له، أخذ تلك السيارة وهو يشعر بالعجز عن التعبير بالشكر لما قدمه له أخوه لأنه لا شك، بأنه دفع ثمنها غاليا فكان كل يوم يحرص على أن تبقى نظيفة وبراقة فكان غالبا ما يصطحب رفقائه فخورا بتلك السيارة الشهباء وهي تلمع تحت أشعة الشمس.. وذات يوم، مر ولد فقير ومعدم من أمام بيت هذا التلميذ، وأخذ يتأمل بتلك السيارة الجديدة، وهو يدور حولها ويتمتم بكلمات غير مفهومة، التفت إليه وناداه قائلًا:
- هل أعجبتك السيارة؟ التفت إليه الولد الفقير مجيبا:
- هل هذه هي سيارتك يا سيد؟ اجابه:
- نعم هذه لي فلقد قدمها لي أخي هدية منذ أسبوعين، قال:
- ألم تكلفك أي شيء؟ اجابه:
- لا أبدا.. أجاب الولد بحسرة:
- هذه أمنيتي فيا ليت لووو،،،أجابه التلميذ:
- تعال معي، سآخذك مشوار لترى كم هي مريحة وجميلة،، ركب التلميذ في السيارة، بينما جلس بجانبه ذلك الفقير كأنه لأول مرة يركب في سيارة فكان مذهولا للغاية لا يصدق ما يحصل له، فلم ينطق بكلمة البتة وقبل أن يعودا طلب منه ذلك الولد قائلا:
- هل بإمكانك أن تمر من أمام بيتي؟ أبتسم التلميذ لدى سماعه سؤال الولد، فقال بنفسه:
- لما لا، فإن ذلك الولد يرغب أن يري رفقائه بأنه يركب في سيارة جديدة، فمر التلميذ بسيارته الجديدة في شارع صغير، حيث كان يسكن ذلك الولد الفقير ولدى اقتراب سيارته من مدخل ذلك المبنى سأله الولد:
- هل بإمكانك أن تنتظرني لحظة ههنا؟ صعد ذلك الولد بسرعة على الدرج متجها نحو منزله، وبعد لحظات معدودة عاد، لكنه كان ينزل الدرج بثقل وببطء... نظر التلميذ إلى ذلك الولد، وإذ به حاملًا بذراعيه أخيه الصغير المفلوج... أقترب ذلك الولد من تلك السيارة الجديدة وهو حاملا أخيه وابتسامة عريضة على وجهه، رغم ثقل أخيه... ثم خاطب أخيه المفلوج قائلًا:
- أنا أعلم بأنك لا تقدر أن تمشي لترى تلك السيارات الجميلة... ولكن هل ترى هذه السيارة الجديدة؟ لقد قدمها له أخوه الكبير هدية، وأنا أريد أن أكون مثل أخيه. فيوم من الأيام سأقدم لك سيارة مثل هذه..،، هدية ...
*قارئي: جميع البشر يعيشون في أيام معظمها كالح، إذ كثرت فيها الأنانية ومحبة الذات الشخصية والتباهي بالاموال والأطيان والماديات عموما.. فما أكثر الذين يريدون دائما أن يأخذوا ظنا بأنهم كلما ازدادت مقتنياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا، لكن هذه ليست هي السعادة الحقيقة والحياة المستقيمة، إن السعادة الحقيقية هي لعمري في العطاء وليس في الأخذ ...
*الناشر: ألأكاديمي مروان سوداح.
ويوم إثنين مقدس مبارك للجميع دون استثاء أحد في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق